بدأ شغفي بالتغذية الشمولية منذ أكثر من 15 عامًا، خلال واحدة من أصعب الفترات في حي
كانت البداية عندما تم تشخيص زوجي فجأة بالتهاب القولون التقرّحي.

لم يكن هناك أي إنذار مسبق، ولا تاريخ عائلي، فقط عاصفة مفاجئة غيّرت كل شيء.

أصبحت كل وجبة مصدر قلق، وأصبحت الإقامات في المستشفى أمرًا معتادًا. كان يعاني من إرهاق شديد، وكثيرًا ما قضى ليالي متصلة بالمحاليل الوريدية. كانت الأدوية تساعد أحيانًا، لكن التحسّن لم يكن يدوم طويلًا قبل أن تعود نوبات الالتهاب من جديد.

خلال إحدى مواعيد المتابعة، شرح لنا الطبيب المختص بلطف أن الالتهاب قد يؤدي في المستقبل إلى سرطان القولون، واقترح استئصال القولون كإجراء وقائي. لن أنسى تلك اللحظة أبدًا. شعرت وكأن العالم توقف. عدنا إلى المنزل بصمت، وكلانا في حالة صدمة وخوف، نتساءل إن كان هناك طريق آخر يمكننا من خلاله دعم جسده إلى جانب العلاج الطبي.

كان ذلك اليوم نقطة تحوّل في حياتنا.
بدأت أقرأ، وأتعلّم، وأبحث عن طرق طبيعية لتغذية الجسم ودعمه. اكتشفت عالم التغذية الشمولية، وانبهرت بمدى تأثير الطعام ونمط الحياة على صحتنا العامة. قررنا إجراء تغييرات صغيرة ولكن مستمرة.

اشتريت أول عصّارة لي، أزلنا الأطعمة المسببة للالتهاب، وركّزنا على وجبات بسيطة وحقيقية مكوّنة من مكونات كاملة وطبيعية. ومع الوقت، بدأنا نلاحظ التغييرات: طاقة أكثر، نوبات أقل، وحالة نفسية أفضل. ومع مرور الوقت، استعاد زوجي قوته وأصبح خاليًا من الأعراض تمامًا، دون الحاجة إلى الاستمرار في تناول الأدوية.

بعد سنوات، وفي عام 2020، مررت أنا بدوري بمرحلة صعبة.

فجأة، بدأت أعاني من الشرى المزمن الذي غطّى جسدي بالكامل؛ احمرار، حكة، وألم. خضعت لجميع الفحوصات الممكنة، لكن النتائج كانت طبيعية. لا أنسى الخوف من عدم معرفة ما يحدث، الليالي بلا نوم، والدموع عندما لم أستطع حتى القيادة بسبب تورّم يديّ. وفي النهاية، قيل لي إنها حالة مناعية ذاتية دون سبب واضح.

كانت تلك التجربة تذكيرًا لي بالتوقف والإنصات الحقيقي لجسدي. بدأت أُغذّي نفسي بوجبات بسيطة ومتوازنة، وركّزت على روتين هادئ وطرق طبيعية لدعم جسمي. لم يكن الأمر سريعًا ولا سهلًا، لكن خطوة بعد خطوة بدأت أستعيد نفسي من جديد. اليوم، أتمتع بطاقة عالية، أشعر بالراحة في جسدي، وممتنة بعمق.

هاتان الرحلتان، رحلة زوجي ورحلتي، غيّرتا نظرتي للطعام والصحة والحياة. علمتني أن التغذية تتجاوز بكثير ما يوجد في طبقنا. إنها تتعلق بكيفية اعتنائنا بأنفسنا يوميًا، جسديًا، نفسيًا، وعاطفيًا.

أنا ممتنة جدًا للدعم الطبي الذي حصلنا عليه خلال تلك المراحل. وفي الوقت نفسه، علمتني هذه التجارب كيف يمكن للتغذية ونمط الحياة أن يكمّلا الرعاية الطبية التقليدية، ويعيدا التوازن والراحة والقوة إلى حيات

وبإلهام من هذه التجارب التي غيّرت حياتي، قررت التعمق أكثر في هذا المجال، وحصلت على دبلوم في التغذية الشمولية. منحني هذا التعليم المعرفة والثقة لمساعدة الآخرين على إجراء تغييرات لطيفة، واقعية، ومستدامة تدعم صحتهم الحقيقية.

ومن هنا وُلد Nourish with Mariana، لمشاركة ما تعلمته، وإلهام الآخرين لإعادة التواصل مع أجسادهم، وإظهار أن الخيارات الصغيرة الواعية يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا مع مرور الوقت.

إذا شعرت يومًا بالضياع، أو التعب، أو عدم المعرفة من أين تبدأ، فاعلم أنك لست وحدك. لقد سلكت هذا الطريق من قبل، وأنا هنا لأساعدك على العودة إلى الشعور بالتوازن، والتغذية، والسلام داخل جسدك.

لأننا عندما نعتني بأنفسنا بنيّة ولطف، يبدأ كل ما حولنا بالتغيّر.